ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز
وسمى سورة كاملة باسمه ليلفت انتباهنا إلى عظمة هذا المخلوق وأهميته في حياتنا
قال
تعالى في سورة النحل :{ وَأَوْحَى رَبُّكَ إلى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي
مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ {68}
ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً
يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء
لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {69}
أين يعيش النحل؟
تعيش
فصائل برية من النحل في الجبال وتتخذ من مغاراتها مأوى لها، و منها سلالات
أخرى تتخذ من الأشجار سكناً بأن تلجأ إلى الثقوب الموجودة في جذوع الأشجار
وتتخذ منها بيوتاُ تأوي إليها...
ولما سخر الله النحل لمنفعة الإنسان أمكن استئناسه في حاويات من الطين أو الخشب
و لقد تبين لعلماء الحشرات أن النحل يقوم بهذا السلوك بشكل فطري أي لا نتيجة معارف مكتسبة و هذا مصداق لقوله تعالى
"وَأَوْحَى رَبُّكَ إلى النَّحْلِ" فالإيحاء هو الإعلام بخفاء و هذا لا يتم إلا من خلال خالقها الله سبحانه و تعالى .
كذلك تبين أن النحل تطير لارتشاف رحيق الأزهار، فتبتعد عن خليتها آلاف الأمتار، ثم ترجع إليها ثانية دون أن تخطئها وتدخل
خلية أخرى غيرها، علما بأن الخلايا في المناحل تكون متشابهة ومرصوصة بعضها إلى جوار بعض، و ذلك من خلال ما حباها
الله من حواس متطورة من بصر و شم وذوق وصدق الله تعالى " فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً " أي سيري في السبل التي ذللها الله
لك من خلال ما وهبك الله من الحواس المعقدة و علمك من المهارات والغرائز.
حواس النحل:
ذكرنا
قول الله تعالى (فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً ) فلقد زود الله
سبحانه وتعالى النحلة بحواس تساعدها في رحلة الاستكشاف لجمع الغذاء فهي
مزودة بـ : بحاسة شم قوية عن طريق قرني الاستشعار في مقدمتها وبعيون متطورة
وحاسة ذوق قوية ومتطورة يمكنها إذا حطت على رحيق أحد الأزهار أن تتذوقه
وتحدد نسبة الحلاوة أو السكريات في هذا الرحيق مقابل الماء .
عيون النحل:
يمكن
لعيونها أن تحس بالأشعة فوق البنفسجية، لذلك فهي ترى ما لا تراه عيوننا،
مثل بعض المسالك والنقوش التي ترشد وتقود إلى مختزن الرحيق ولا يمكننا
الكشف عنها إلا بتصويرها بالأشعة فوق البنفسجية.
وللنحل نوعان من العيون :
العيون المركبة :
وهما
اثنتان تقعان على جانبي رأس النحلة، وتتألف من بضعة آلاف من الوحدات
البصرية . وهي سداسية الأضلاع، وتستخدم العيون المركبة في الرؤية لمسافات
بعيدة عندما تكون النحلة خارج الخلية . ولها القدرة على تمييز ذات الألوان
التي تميزها عين الإنسان باستثناء اللون الأحمر . إضافة إلى كونها حساسة
للأشعة فوق البنفسجية . وتضم العين المركبة في الذكر ضعف عدد الوحدات
البصرية التي تؤلف عين الشغالة ( أنثى النحل) . ولذلك يلاحظ أن عيني الذكر
ضخمتان جدا، وهذا ما يتيح للذكر إمكانية متابعة الملكة خلال رحلة طيران
الزفاف الملكي .
العيون البسيطة :
وعددها ثلاث عيون تحتل
أعلى الرأس، وتستخدمها النحلة في الرؤية القريبة والإضاءة الخافتة داخل
الخلية . فليس لدى النحل نظارات كما يستخدمها الإنسان للبعيد والقريب، ولكن
الله خلق فيها نوعين من العيون التي تستخدمها حسب الحاجة .
(هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) (لقمان:11).
العسل والأطفال:
ينصح
كثير من الأطباء الطفل الذي لا يستطيع التحكم في عضلات المثانة البولية
بعد سن 3 سنوات بتناول ملعقة عسل قبل النوم حيث يجذب العسل سوائل الجسم؛
فيريح الكلى في أثناء الليل؛ حتى يتعود الطفل على عدم التبول ليلاً، بل إن
كبار السن ينصحون بتناول العسل قبل النوم لوقايتهم من النهوض في الساعات
المبكرة للتبول.
وفي إحدى مستشفيات أسبانيا أُجريت تجربة على (30) طفلاً
لمدة (6) شهور وقُورِنوا بعدد مماثل من الأطفال يأخذون الغذاء العادي؛
فظهرت زيادة في الوزن، وزيادة في عدد الكرات الدموية الحمراء، وزيادة في
الهيموجلوبين، وزيادة في الكائنات النافعةبالأمعاء، علاوة على قدرة تحمل
غير عادية بالنسبة للأطفال الذي يأخذون العسل، وينصح الأطفال في حالة
إصابتهم بالأنيميا بإضافة ملعقة عسل صغيرة أو اثنتين إلى وجبة الطفل، كما
وُجِدَ أن العسل يساعد على تحسن نمو العظام والأسنان.
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة